إلى الأخت الكريمة صاحبة السؤال عن لبسها للنقاب ورفض الوالدة ذلك
الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد :
أولا من العلم اليقيني أنه يجب بر الوالدين والإحسان إليهما وبذل كل الوسع من أجل نيل رضاهما طاعة لله تعالي وإخلاصا له لعظيم حقهما . فإن الله تعالي أمر بعبادته وحده وقرن بعدها بالأمر ببر الوالدين وعن معاوية بن جاهمة السلمي أنه جاء النبي صلي الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أردت أن أغزو وجئت أستشيرك فقال صلي الله عليه وسلم هل لك من أم فقال نعم قال (فالزمها فإن الجنة تحت رجليها ) رواه النسائي والطبراني وابن ماجه مطولا وصححه الألباني ومن قبله الحاكم ووافقه الذهبي والمنذري
ولو تتبعنا أدلة الأمر بالبر والنهي عن العقوق لطال المقام
ثانيا : لابد أن يعلم أنه مع الأمر ببر الوالدين إلا أن الطاعة تكون في المعروف ولا يقدم أمر أحد علي أمر الله ولا يطاع أحد في معصية الله تعالي فإن الله تعالي تعبدنا بطاعته (أن نأتمر بما أمر وننتهي عما نهي عنه )
ومسأله لبس النقاب مسأله من المسائل الخلافية التي وسعت السلف رضي الله عنهم فإن كنت قد قلدتي من العلماء الأكابر من أفتاك بوجوب إرتدائه (وهو مذهب الامام احمد وابن تيمية وعلماء اللجنة الدائمة وابن عثيمين وغيرهم ) فقد صار في حقك واجبا فيجب عليك حينها بر الوالدة والدعاء لها سرا بالهداية والصلاح وتفهم الأمر ويجب عليك أن تزيلي أسباب إعتراضها بمزيد من البر والإحسان إليها وإزالة من شبهه عن طريق فتاوي هؤلاء الكبار من العلماء هدانا الله وإياها صراط المستقيم
وإن كنت قلدت من العلماء الأكابر من يقول أن أرتدائه مستحب وهو قول ( الأئمة مالك والشافعي وأبي حنيفة وابن حزم والألباني وغيرهم ) فعليك حينها أيضا البر والإحسان إلى الوالدة وترغيبها في فعل الخيرات والإعانة عليها والتي منها إعانتك علي إرتدائه وعليك بالصبر حتي يجعل الله لك مخرجا برضاء الوالدة أو خاطب يتقدم ويقبل هذا الأمر بل ويشجع عليه وعليك الآن أن ترتدي ما أمر الله إرتدائه وإخفاء كل زينة ظاهرة من ما يكون زينة في نفسه واجتنبي الكحل وغيره مما تتزين به النساء في وجهها وغيره من الزينة وتيقني أن الله سيجعل لك مخرجا إذا حرصت علي التقوي قال تعالي (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ) وقال تعالي (ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا )
